الاثنين، 19 فبراير 2024

هذا المقال من قسم: , , , ,

الأسلحة النووية: كم تبلغ أعدادها وما هي الدول التي تمتلكها؟


                                   الأسلحة النووية: كم تبلغ أعدادها وما هي الدول التي تمتلكها؟



مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران،  كثُر الحديث عن الأسلحة النووية، التي تعد الأشد فتكاً في العالم؛ إذ يمكن أن تدمر قنبلة نووية واحدة مدينة بأكملها. كما تمتلك الأسلحة النووية قوة تدميرية تفوق ما قد تحدثه أكبر القنابل غير النووية.

وكثُر الحديث أيضاً عن بعض الدول التي لا يُسمح لها بامتلاك أسلحة نووية، بما فيها إيران، وتلك الأخرى التي يُسمح لها بذلك. والواقع أن هناك كثيرا مما تجب معرفته عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية.

فيما يلي إجابات عن أبرز الأسئلة التي قد ترد على ذهنك.

ما هي الأسلحة النووية؟

إنها متفجرات بالغة القوة. وإذا كنتَ تتذكر كلمات مثل الذرات والنظائر من دروس العلوم، فهذه الذرات والنظائر تشارك في عملية إطلاق الانفجار النووي؛ إذ تكتسب القنابل طاقتها إما من انشطار الذرات أو من اندماج جزيئاتها معاً. ولذا تُسمى القنبلة النووية أحياناً بالقنبلة الذرية.
وتطلق الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع، يمكن أن تتسبب في الإصابة باعتلال التعرض للإشعاع؛ لذا فتأثيرها الفعلي يستمر لفترة أطول من الانفجار نفسه
ولم تُستخدم الأسلحة النووية عبر التاريخ إلا مرتين؛ إذ استُخدمت ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، عام 1945، وخلَّفت دماراً كبيراً وخسائر هائلة في الأرواح.

استمر الإشعاع الناتج عن القنبلة التي سقطت على مدينة هيروشيما عدة أشهر، وقتل ما يقدَّر بنحو 80 ألف شخص، في حين أودت القنبلة التي سقطت على مدينة ناكازاكي بحياة أكثر من 70 ألف شخص.

والجدير بالذكر أن هناك تسع دول تمتلك أسلحة نووية، حاليا، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية.


من الذي يستطيع تطويرها؟

من الناحية النظرية، تستطيع أي دولة تمتلك التكنولوجيا والمعلومات والمنشآت والمرافق اللازمة أن تطوّر أسلحة نووية.
ولكن ما إذا كان يُسمح بذلك لتلك الدول أم لا، هذه قصة أخرى تماماً. والسبب وراء ذلك هو ما يُعرف بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي اتفاقية تهدف لتعزيز نزع السلاح النووي ومنع انتشاره.

منذ عام 1970 ، انضمت 191 دولة، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وتُسمى هذه الدول الخمس بالقوى النووية، ويُسمح لها بحيازة أسلحة لأنها صنّعت واختبرت القنابل النووية قبل دخول المعاهدة حيز التنفيذ في 1 يناير/كانون الثاني عام 1967.
وعلى الرغم من أن هذه الدول تمتلك أسلحة نووية، إلا أنها مضطرة، بموجب الاتفاقية ، لتخفيض أعداد ما تمتلكه منها. كما لا يمكنها الاحتفاظ بتلك الأسلحة إلى الأبد.
ولم تنضم إسرائيل  التي لم تنفِ أو تؤكد أبدًا امتلاك أسلحة نووية والهند وباكستان، إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، كما انسحبت منها كوريا الشمالية عام 2003.

أين تقف إيران إذن؟

دشَّنت إيران برنامجها النووي في الخمسينيات وأصرت دائمًا على أن برنامجها النووي سلمي. ولكن كانت ثمة شكوك في أنها تستخدمه كغطاء لتطوير أسلحة نووية؛ الأمر الذي دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات معطِّلة عليها، منذ عام 2010.

كل ذلك قاد إلى توقيع اتفاق بين إيران والقوى الكبرى الأخرى، عام 2015، كبحت، بموجبه، إيران برنامجها النووي مقابل مشاركتها في منظومة التجارة العالمية. ولكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحب من الاتفاق، في مايو/آيار عام 2018.

والآن تحدَّت الدول الأوروبية إيران لعدم التزامها بشروط الاتفاق؛ إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، تفعيل آلية حل النزاعات في الاتفاق، إثر تقليص إيران التزاماتها بموجبه.

وفي أعقاب تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة ، تعهَّد الرئيس ترامب بألا يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

وبعيد احتداد التوتر إثر اغتيال الولايات المتحدة القائدَ العسكري الإيراني، قاسم سليماني، أعلنت إيران تخليها عن أي قيود فُرضت عليها بموجب الاتفاق مع القوى الكبرى.

هل سنشهد عالماً خالياً من الأسلحة النووية؟

انخفضت أعداد الأسلحة النووية في العالم، بالفعل، من 70 ألفاً، عام 1968، إلى ما يقارب 14 ألفاً، في الوقت الحالي.

وفي حين خفضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا مخزوناتها من الأسلحة النووية، يُعتقد أن الصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية تنتج المزيد منها، بحسب اتحاد العلماء الأمريكيين.

وفي يوليو/تموز عام 2017، بدا وكأن العالم قد اقترب خطوة من أن يصبح خالياً من الأسلحة النووية، عندما وقَّعت أكثر من 100 دولة على معاهدة أممية لحظرها تماماً. لكن دولاً تمتلك أسلحة نووية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا قاطعت المعاهدة.

وعلَّلت المملكة المتحدة وفرنسا ذلك بالقول إن المعاهدة لم تأخذ في الحسبان واقع الأمن الدولي وإن الردع النووي كان مهمًا للحفاظ على السلام لأكثر من 70 عامًا.
وفي حين تعمل دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة على تخفيض مخزونها النووي، يقول الخبراء إنها لا تزال تعمل على تحديث وتجهيز الأسلحة التي تمتلكها حالياً؛ إذ تقوم المملكة المتحدة بتحديث منظومة الأسلحة النووية، كما يُتوقع أن تنفق الولايات المتحدة ما يقارب تريليون دولار (703 مليار جنيه إسترليني)، بحلول عام 2040، لتطوير قدراتها النووية. بينما تواصل كوريا الشمالية اختبار وتطوير برنامجها النووي، عبر إجراء تجارب صاروخية، أحدثها كان في أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

لذلك، يمكن القول أنه على الرغم من أن أعداد الأسلحة النووية في العالم، اليوم، باتت أقل مما كانت عليه قبل 30 عاماً، إلا أنه لا يبدو أن ثمة نهاية تامة لها، في القريب.  

0 التعليقات:

إرسال تعليق