في هد المقطع سنتعرف على اشهر مغني الراب على مر التاريخ, ويعتبر لكثير من مغنين الراب الحالين حول العالم الاب الروحى لهم سؤاء في الولايات المتحدة او في الوطن العربى
حياته
وُلِد ”ليسان باريش كروكس“ في 16 حزيران من عام 1971 في مدينة نيوورك شرق مانهاتن، وكان لقبه آنذاك ”توباك أمارو شاكور“ والذي يعني الثعبان المتألق (توباك أمارو) والشاكر لله (شاكور).
عاش توباك في عائلة عانت من الفقر على أمد طويل، وكان ابناً لاثنين من أعضاء حزب ”الفهد الأسود“، وعلى الرغم من الظروف المادية المتدنية، استطاعت والدته إلحاقه بمدرسة ”بالتيمور“ للفنون حيث درس هناك الدراما والباليه والرقص، ومن هنا بدأ مشواره في التمثيل وكتابة الأغاني، ولكن لسوء الحظ انتقلت عائلته إلى كاليفورنيا قبل أن يُكمل دراسته بشكل نهائي.
كانت والدته ”أفيني شاكور“ إحدى الشخصيات ذات التأثير الفعّال على مختلف جوانب حياته، حيث كانت حاملاً به عندما كانت في السجن عام 1971، كما كانت عضوا فعّالا في حزب الفهد الأسود وأحد المدّعى عليهم في محاكمة ”الفهد 21“ بعد اتهامها بالتآمر لشن حرب عرقيّة، إلا أنها تمكنت من تبرئة نفسها آنذاك.
لم يكن شاكور الاسم الحقيقي لتوباك، بل كان لقب زوج أُمّه ”متولو شاكور“.
بدأ ”توباك“ مشواره الفنّي كراقص في فرقة الراب ”Digital Underground“، وكان أول ظهور له في الفيديو الغنائي ”سايم سونغ“، وكأغلب مغنيي الهيب هوب أو الراب، بدأ توباك مشواره كمغنٍ مغمور أي أنّه غنّى في حفلات غير رسمية، وبدأ بألبومه غير الرسمي ” صونص أو دو ليتر “، وبعدها أصدر ألبومه الرسمي الأول ”تو باكاليبس ناو“ الذي أحدث ضجة كبيرة وأرباحاً خيالية، وتعرّض توباك بسبب ألبومه الأول للكثير من الانتقادات من قبل السلطات والمحافظين بذريعة أنّ ألبومه يحرّض الشباب، وخصوصاً السود منهم، على عدم احترام القانون، والعنف، والإجرام، بالإضافة لاستخدامه الكثير من الألفاظ البذيئة، لكن في الحقيقة كانت أغانيه تعبّر عن غضبه من السلطات بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية كالعنصرية ضد السود والمسلمين، والحرب في الشرق الأوسط والظلم واضطهاد الشعوب الفقيرة.
من بين أعماله
لتوباك عدة أفلام متوسطة السمعة والنجاح، لعلّ أشهرها كان فيلم ”عصير – Juice“، والذي أُنتج عام 1992، فقد استغلّت بعض شركات الإنتاج شهرته الواسعة وكثرة محبيه ومعجبيه حول العالم لتحقيق مشاهدات أكثر، وتناولت أفلام عديدة قصة حياته بعد وفاته، أشهرها ”Biggie and Tupac“ والذي تم انتاجه في عام 2002.
كان لتوباك العديد من المقرّبين والمحبيّن من المشاهير، بما في ذلك ”جادا سميث“ حيث جمعتهم مدرسة الفنون سويّة ونشأت بينهما علاقة قوية وصداقة عميقة، وأيضاً كان للحب جزء لا يتجزأ من حياة توباك، حيث التقى ”مادونا“ وأفاد بدوره للإعلام نيّته إنجاب طفله الأول منها، وصرح بأنّه كان يريد تسمية مولوده الأول ”ستار“ إذا كانت أنثى و”مايكل أنجيلو“ إذا كان ذكراً.
حدثت اثنان من أكثر الأحداث المهنية تغييراً لحياته بتاريخ الثالث عشر من كل مرة، ففي 13 شباط عام 1996 تم اصدار ألبومه ”All Eyez on Me“ والذي لاقى انتشاراً واسعاً آنذاك حيث تم نشره بعد خروجه من السجن بساعات قليلة، وكان بدوره أول ألبوم راب مزدوج تم إطلاقه في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أنّ إحدى أغانيه البوب ”How do You Want It“ تم تصنيفها من بين أكثر 100 أغنية استماعاً لعام 1996 أيضاً في 13 تموز من ذلك العام، لذلك احتلّ هذا الرقم منزلةً مفضّلة لدى توباك واعتبره رقم حظه المرافق له أينما ذهب.
قام توباك بتسجيل 150 أغنية خلال العام الأخير من حياته، حيث كان يسجّل ثلاث مقاطع ضمن اليوم الواحد، ورأى توباك أنّ مغني الراب الذي لا يستطيع تحقيق النجاح بتسجيله المقطع من المرة الأولى ليس مؤهلاً لأن يشغل هذا المكان.
تعرّض توباك قبيل مقتله إلى العديد من محاولات الإغتيال، وإحداها كانت عام 1994 عندما كان في نيويورك يستعد لتسجيل إحدى الأغنيات، وكان في الأستوديو مع عدد من مغنيي الراب الآخرين، وهذه المحاولة غيرت من طبيعة توباك وجعلته أكثر ميلاً للشك والاشتباه، كما أنه قام بإصدار بعض الأغنيات التي يوجّه فيها اتّهامه لشخصيات واقعية، نتج عنها ما يعرف باسم حرب الراب، أو حرب الساحل الشرقي والساحل الغربي.
أعلن توباك قبيل مقتله مباشرة أنّها مجرد خلافات في وجهات النظر لا ترتقي لأن تكون حرباً، وأنه ليس مستعداً لخرق القانون من أجل تفاهات على حد تعبيره، حيث تم القبض على توباك عدة مرات باتهامات مختلفة تراوحت ما بين إطلاق النار على ضباط الشرطة وأخرى بتهمة الاعتداء الجنسي، وقضى وقتاً في السجن أكثر مما قضاه في الاستوديو، كما اختلفت العقوبات من حيث المدة، كانت أطولها 11 شهراً.
بعد خروجه من السجن، أصبحت وسائل الأعلام العالمية تتناقل أخباره، وأصبحت شهرته تزداد يوماً بعد يوم، فعكف على إنتاج الأغاني وأصدر ألبومه الذائع الصيت ”All Eyez On Me“ الذي تجاوزت مبيعاته حاجز الـ10 ملايين نسخة في أمريكا وحدها و30 مليون نسخة حول العالم، في حين ذكر أحد المسؤولين في الشركة المنتجة أن الألبوم استغرق من وقت توباك أسبوعين فقط لانتاجه.
مقتله
في نهاية المطاف لاقى توباك حتفه إثر عملية اغتيال كانت على طريقة ”Drive-by Shooting“، حيث كان جالساً في سيارته برفقه ”شوغ نايت“ حين توقفت بجواره سيارة كاديلاك بيضاء بها أربعة أو خمسة أفراد وبدأ الجالس على المقعد الخلفي من جهة توباك بإطلاق النار بشكل مكثف، وكان ذلك في اليوم السابع من أيلول سنة 1996، حيث أطلق المعتدي وابلاً من الرصاص، اخترقت منه واحدة كتف توباك، وواحدة أخرى فخذه، ومنطقة الحوض، واخترقت أخرى صدره وأصابت رئته اليمنى، ثم لاذت السيارة بالفرار ولم يعرف حتى الآن قاتل توباك، ويتهم في ذلك أنصار توباك مغنيي الراب في الساحل الشرقي، كما توجهت أصابع الاتهام نحو المغني ”سنوب دوغ“ أحد الأصدقاء المقربين لتوباك آنذاك، والسبب أنّه كان يغار من أرباح توباك ونجوميته الكبيرة حول العالم، ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي لم يستطع إثبات أي من هذه الاتهامات.
تم نقل توباك إلى المستشفى حيث مكث هناك من 7 أيلول الى أن توفي يوم 13 من نفس الشهر عام 1996، لم تقم لتوباك مراسم دفن وعزاء لائقة بشهرته، مع العلم أنّه اُعتبر الشخصية الأبرز في ذلك العام، كما لا تزال أسرار وفاته لغزاً محيراً إلى يومنا هذا.
في أغنيته ”ليف غو زون“ تكلّم توباك عن موته وجنازته وقال أنّه سيعود إلى الحياة من جديد، وتم إصدار هذه الأغنية بعد 7 أشهر من مقتله، مع العلم أنّ النسبة الأكبر من أغانيه تمّ نشرها بعد مقتله، حيث تم إصدار عشرة ألبومات حينها.
لكن مسيرة توباك لم تنتهي بهذه الحادثة، بل ما يزال سيطهُ يتردد في جميع أنحاء العالم، حيث ظهر توباك بعد موته في مجلة ”Forbes“ مُدرجاً في قائمة أعلى المشاهير دخلا بعد موتهم، ففي عام 2002 و2003 و2004 وصلت المكاسب المالية لأعمال توباك 24 مليون دولار كمجموع كلي على مدار هذه السنوات المتتالية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق